توفي رئيس الحكومة الأسبق سليم الحص، حيث أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أنّ بكل حزن وأسى، أنعي إلى اللبنانيين رئيس الحكومة الأسبق سليم الحص "الذي رحل في أصعب وادق مرحلة يحتاج فيها لبنان إلى ضميره وحسه الوطني والعروبي والى حكمته ورصانته وحسن ادارته الشأن العام".

وذكر أنّ "الكتابة عن الرئيس سليم الحص مهمة صعبة وسهلة في الوقت ذاته. صعبة لأن كل الكلمات لا تفيه حقه، وسهلة لأنه بحر من العطاء في حياته المهنية".

وأضاف ميقاتي "كان اقتصاديا بارزا ومثال الخبرة والاخلاق والعلم، يضع المصلحة العليا ومصلحة المواطن فوق كل اعتبار وكان متجرداً وموضوعياً ودستورياً بامتياز".

وذكر أنّ "الحص الذي وصل إلى أعلى ما يمكن أن يصل إليه رجل عصامي بنى نفسه بنفسه ليصل إلى أعلى درجات العلم، وأرفع المناصب، ليكون رئيس حكومة ناجحاً في لبنان، ويستحق بعد سنوات من العطاء والتضحية لقب" ضمير لبنان" ويدخل الى الابد في وجدان اللبنانيين"، خاتمًا "رحمه الله واسكنه فسيح جنّاته".

ونعى رئيس مجلس النواب نبيه بري سليم الحص قائلاً: "في الزمن الذي يفتقد فيه لبنان الى النقاء والصفاء والقامات الوطنية الشامخة، يفقد الوطن قيمة من قيمه الإنسانية التي جمعت كل تلك الخصال وأكثر".

وختم: "الى اللبنانيين عامة وأبناء العاصمة بيروت أسمى آيات العزاء وللراحل الكبير الرحمة، وإنا لله وإنا اليه راجعون".

ونعى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، سليم الحص "العضو الطبيعي في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى"، ووصفه بـ"الرمز الوطني والعربي الكبير الذي عمل بكل جهد وإخلاص وتفان لوطنه"، وقال: "برحيل الرئيس سليم الحص خسر لبنان والوطن العربي والعالم الإسلامي رمزا كبيراً وركناً سياسياً مرموقاً، عريقا في عروبته وفي وطنيته وإيمانه، رجلا مميزا في مواقفه الشجاعة والحكيمة، وترك إنجازات تاريخية مشرقة ومشرفة في لبنان".

وذكر أن "المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى خسر ركنا من أركانه، وكان للمرحوم سليم الحص دور مميز في الحياة السياسية وهو رجل العلم وال​سياسة​ والاقتصاد والمال والثقافة والأدب وله العديد من المؤلفات السياسية والوطنية، رحمه الله وتغمده بواسع رحمته وادخله فسيح جناته وأنزله منازل الأبرار مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أُولئك رفيقاً".

ولفت رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى أنّ برحيل سليم الحص "يخسر لبنان شخصية قلّ نظيرها في السياسة والوطنية والآدمية والالتزام بالقضايا الوطنية وبالهوية".

أمّا الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي، فقال: "رحمة الله على فقيد لبنان عنوان الصمود في أقسى ظروف الانقسام ،رجل الدولة في اوج ظروف التحدي، عنوان الإصلاح في اصعب مراحله وتعقيداته".

بدوره، نعى رئيس الحكومة الأسبق تمام سلام الموجود خارج لبنان، سليم الحص، وقال في بيان: "قامة وطنية كبيرة من بيروت ومن لبنان رحلت اليوم ورحل معها الصدق والنبل والاستقامة وعفة النفس"، مضيفًا "سليم الحص خدم وطنه بأمانة واخلاص وبسلاح الموقف الذي اعتبره واعتمده في مواجهة السلاح الغير شرعي وقوى الامر الواقع".

وتابع "بيروت هي مدينته وعرينه وحاضنة مسيرته الزاخرة بالعلم والاخلاق مترفعاً عن الصغائر، همه الانسان وكرامته وحقوقه. رحم الله هذه النفس الابية والكريمة والسامية واسكنها فسيح جناته".

ورأى السيد علي فضل الله أن الحص كان "علامة فارقة في تاريخ لبنان بنزاهتها وشفافيتها"، موضحًا أن "لبنان عندما يفتقد شخصية بوزن وقيمة الرئيس الحص، وفي هذه المرحلة بالذات، فتلك "خسارة كبرى".

وأضاف: "لقد مثّلت شخصية الرئيس الحص علامة فارقة في تاريخ لبنان بنزاهتها وشفافيتها ورمزيتها الكبيرة في مواجهة الفساد والظلم الداخلي واطماع العدو الصهيوني وكنا نأمل بمستقبل مشرق للبنان بحضور هذه الشخصية وأمثالها، وكنا نرى ان البلد لا يزال بخير بوجوده وبوجود من يشبهه في الكلمة والموقف والصدق والشجاعة والعمل المستمر في خط الاصلاح والنهوض الوطني والقومي والعروبي والإسلامي".

وختم فضل الله: "أن نفتقد هذه الشخصية الرمز فنحن نفتقد مسارا من مسارات الحق وخطاً من خطوط الاصلاح ورمزا للعدالة من داخل السلطة او خارجها وانموذجاً في الاخلاص لمبادئه وحبه ووفائه للناس، وعسى ان يعوّضنا الله بشخصيات مثله تحمل الهموم الكبيرة والبعيدة عن المصالح الشخصية والحسابات الفئوية".

ونعى رئيس الحكومة الأسبق حسان دياب، سليم الحص، وقال في بيان: "لا يمكن وداع الرئيس سليم الحص من دون ذرف دمعة على الرجل الذي شكّل ظاهرة في الحكم والسياسة في لبنان، وكان عن حق وواقع ضمير لبنان الذي بقي صامداً أمام المغريات السياسية والشعبوية والمالية، ولم يستسلم للأمر الواقع ولم يسلّم به، ودفع ثمن ما يؤمن به، وانكفأ عندما وجد نفسه عاجزاً عن مواجهة منظومة الفساد التي تسلّحت بقدرات جعلتها أقوى من الدولة، بل جعلتها الدولة، بحماية مظلّة فساد تتشعب أسقفها داخل لبنان وتتمدّد خارجه، والتي ما تزال تمسك بمفاصل البلد، وتتحكم بمصيره، وتسببت بانهيار مالي لطالما حّذر منه الرئيس الحص وحاول مواجهته بما يمتلك من منطق علمي وبسلوك رجل الدولة الذي لا يقيم وزناً لأي مصلحة طائفية أو مذهبية أو حزبية أو شخصية".

ونعى رئيس "تيار الكرامة" النائب فيصل كرامي، في بيان، سليم الحصّ وقال "فقدنا وفقد لبنان واللبنانيون رجل دولة من طراز رفيع هو الرئيس الدكتور سليم الحصّ. وبفقدانه تنطوي صفحة من التاريخ السياسي الحديث لهذا الوطن، صفحة مليئة بالأحداث والمواقف والمواجهات الكبرى التي كان محورها هذا الرجل المشرق والنزيه".

وأضاف "فقدت انا شخصياً رجلاً احبّه، رافق الرشيد في اصعب ايامه، ثم رافق والدي في ايامٍ لا تقلّ صعوبة، وكان خير من نتوسّم به دائماً المواقف الوطنية التي نستمدّ منها صلابة وعزيمة"، موضحًا أنّه "محزن رحيل الدكتور سليم الحصّ، لان خسارته ليست مجرّد خسارة عادية حتى على مستوى العاطفة والصداقة والمحبّة فضلاً عن الخسارة الوطنية الكبرى".

وختم كرامي: "عزاؤنا الحارّ لابنته السيدة وداد الحصّ وعائلتها الكريمة، ولكل محبّيه واصدقائه وما اكثرهم، ولكل اللبنانيين الذين يحبّونه ويحترمون نزاهته وعلمه الغزير وصدقه وزهده في المناصب وثباته على مواقفه طوال عمره".

بدوره، نعى النائب فريد هيكل الخازن سليم الحص كاتباً على مواقع التواصل الاجتماعي: "لقد انهار لبنان عندما غابت عنه رجالات دولة شبيهة بدولة الرئيس سليم الحص في النزاهة والوطنية. لأسرة الراحل وآل الحص ولأهلنا في بيروت وللشعب اللبناني أحرّ التعازي".

من جانبه، نعى النائب نعمة افرام الرئيس سليم الحص، مشيرًا إلى أنّه "رحل العصاميّ المعتدل والإقتصاديّ الرصين والإنسانيّ الكبير والرجل الذي لطالما عاد إلى الكتاب في مسيرته الوطنيّة".

في السياق، نعى عميد المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن سليم الحص، وقال في بيان:

"برحيل الرئيس سليم الحص، فقد لبنان قيمة إنسانية ووطنية كبيرة، وشخصية من الوطنيين الكبار في العطاءات والتضحيات ليبقى لبنان وطنا لجميع أبنائه، وصوتا من أصوات الحكمة التي يحتاج اللبنانيون إليها في هذه الأوقات العصيبة".

وأضاف:" إنها خسارة وطنية لا يمكن أن تُعوّض إلا بمزيد من الوحدة بين اللبنانيين".

وتابع: "سيبقى الرئيس سليم الحص حيّاً في ضمائر اللبنانيين والعرب الذين يستذكرون أعماله ومنجزاته ومسيرته الوطنية التي قادته الى ان يكون في مصاف كبار رجال السياسة. رحم الله الرئيس سليم الحص واسكنه فسيح جناته".

وذكر وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، أنّه غادرنا سليم الحص و"لا يتركنا، فإرثه العربي والوطني مغروس في ضمائرنا إلى الأبد، هو رجل الدولة، بل هو صاحب الدولة، دولة الدستور والقانون والإقتصاد والوحدة الوطنية، نظيف في فكره وتصرفه، ثابت لم يقبل المساومة. دولة الرئيس سليم الحص، رحلت، ولن ترحل. رحمة الله وبركاته عليك".

من جانبه، نعى النائب فريد البستاني سليم الحص، وقال: "برحيله يفقد لبنان رمزا وطنيا معطاء ورجل دولة ونزاهة من طراز رفيع وقيمة إنسانية كبيرة وصوتا حكيما في أوقات لبنان العصيبة".

وأضاف في بيان: "سيبقى الحص حيّا في ضمائر اللبنانيين، لما تركه من ارث كبير في التضحيات والنضالات السياسية والاجتماعية، وخسارة وطنية يفقد من خلالها الوطن قامة شامخة ونبيلة عملت لنبذ التفرقة والوحدة بين اللبنانيين"، قائلًا: "رحم الله سليم الحص واسكنه فسيح جناته وتعازينا الحارة لكريمته والعائلة وجميع اللبنانيين".

ونعى المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري رئيس الحكومة الأسبق سليم الحص، وقال في بيان النعي: "برحيل سليم الحص يخسر لبنان عَلمًا من أعلامه، رجل دولة حمل الهمّ اللبناني بكل أمانة والتزام. لروحه الرحمة ولذويه الصبر والسلوان".

وأشار نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي إلى أنّه "انطفأ سليم الحص، وانطفأت معه مرجعية وطنية وقامة شامخة نادرة في تاريخ لبنان السياسي. لقد أضفى الدكتور الحص على كل مسؤولية تحملها طوال حياته وجداناً وطنياً نقياً كصفاء ذهنه المتقد، ومناقبية قلّما شهدتها ساحات السياسة، مقترنة بروح مرحة، كان لي الحظ والشرف أن أختبرها. برحيل دولة الرئيس سليم الحص، نفتقد رمزاً للنزاهة والشفافية والاستقامة ونموذجاً يُحتذى به في ادارة الشأن العام وفي كل الميادين. أحر التعازي لعائلة الرئيس الحص ولجميع اللبنانيين. عسى أن تبقى ذكراه شعلة مضيئة تنير دروبنا، وتلهمنا لنمضي قدماً في مسيرتنا نحو بناء وطن يتسم بالقيم التي جسدها طوال حياته".

ولفت النائب السابق أمل أبو زيد إلى انّه يغيب عنا سليم الحص في "مرحلة دقيقة تحتاج أكثر ما تحتاج إلى الحكمة والصدق والتجرد وإلى حسن إدارة الحكومات واحترام الدستور والتوازنات والميثاقية والترفع عن الصغائر".

وتوجّه الرئيس الأسبق العماد اميل لحود "بالتعزية الى عائلة رئيس الحكومة الاسبق سليم الحص والى الشعب اللبناني بفقدان قامة وطنيّة كبيرة، كما فقدنا برحيله صديقاً عزيزاً وشريكاً أساسيّاً في عهدنا عبر ترؤسه الحكومة الأولى".

وأضاف لحود، في بيان: "يسهل أن نتحدّث عمّا تميّز به الراحل من صفات، إذ كان دائم التميّز وتولّى رئاسة حكومات في مراحل دقيقة من تاريخ لبنان تتطلّب حسّاً وطنيّاً، ليحدّ من الأضرار، حرباً، وليؤدّي دوراً في النهوض سلماً. لكنّ ميزته الأساسيّة أنّه لا يشبه الطبقة السياسيّة، إذ لم يطلب شيئاً لنفسه ونبذ الطائفيّة، وما أحوجنا اليوم الى أمثاله".

وختم لحود: "فارقنا سليم الحص، ولكن إرثه وتاريخه الوطني وقيمه الأخلاقيّة سيبقون علامةً فارقة، إذ كان مثلاً حيّاً على أنّه بإمكان السياسي أن يعمل في الشأن العام وأن يشارك في الحكم ويبقى نظيف الكفّ وحسن السمعة، وهذه، نخشى، أن تصبح عملةً نادرة جدّاً".

ونعى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان سليم الحص وقال في بيان "إننا إذ ننعي لكل اللبنانيين وشرفاء المنطقة والعالم قامة بحجم الرئيس سليم الحصّ الذي يمثل ضمير لبنان والزعامة الوطنية الكبيرة، نؤكّد أنّه كان نموذج الرئيس الأمين والعقيدة الوطنية المقاومة ومفخرة الأخلاق السياسية، وما أحوج لبنان لزعامة سياسية بحجم هذا الشرف الوطني الكبير، ومع الرئيس الحص تتجلّى قيمة لبنان المقاوم خاصة بمثل هذا اليوم الذي لقّنت فيه المقاومة اللبنانية إسرائيل درساً بالهزيمة لن تنساه أبداً، والعهد للرئيس الحص أن ندافع عن لبنان وشرفه ونزاهته ودوره السيادي ووحدته الوطنية مضافاً إلى وصيته التاريخية بخصوص القدس وفلسطين وقضايا المنطقة التاريخية والسيادية".

وفي تصريح له، تقدّم الرئيس السابق العماد ميشال عون، من اللبنانيين بالتعزية بوفاة سليم الحص الذي "فقده لبنان؛ رجل دولة تميّزت مسيرته بالنزاهة والوطنية، واجتمعت في شخصه قيم اخلاقية جعلته موضع احترام من جميع اللبنانيين. رحم الله الراحل الكبير وأسكنه فسيح جناته، والعزاء لعائلته وللبنان".

ونعى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب الى اللبنانيين سليم الحص "الذي خسر لبنان برحيله قامة وطنية وعربية كبرى أتسمت بالمناقبية والمسؤولية والحكمة والنزاهة في العمل السياسي على المستوى الوطني والقومي في مواجهة الفساد والإرهاب والظلم ، وحفلت حياته بالمواقف الرائدة الداعمة للمقاومة في لبنان ونصرة القضية الفلسطينية، فبذل الجهود الكبيرة للدفاع عن لبنان وإصلاح النظام السياسي وخدمة الوطن وشعبه".

في هذا السياق، قدّم وزير الصناعة جورج بوشكيان تعازيه الى عائلة الحص وإلى اللبنانيين بفقدانهم قامة وطنية وانسانية كبيرة.

وقال "يفتقد لبنان أمثال سليم الحص، رجل العلم والاحتكام إلى القانون. كان تاريخاً حافلاً في المسؤولية، وصفاته الوطنية جليّة في رجل دولة تحمّل المهام في مرحلة مصيرية شهدها لبنان".

كما نعى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب الرئيس سليم الحص وقال: "هذا الكبير من وطن الأرز لا يشبه إلا نفسه. عرفناه بضمير لبنان، وعرفته بداية من موقع الاختلاف في حقبة سوداء من تاريخ لبنان، ومن موقع المودة، والاحترام حيث كنت أحرص على لقائه كلما سمحت الظروف بذلك. وداعا سليم الحص الرجل الزاهد بالمناصب والمراكز والمال، المتواضع، العابر للطوائف والمذاهب، الحالم ببعض الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، وليس فقط بالكثير من الحرية في لبنان، كما كان يحلو لك ان تقول".

واشار الى أن "برحيلك نودع رجل دولة من الطراز الرفيع حيث لم تسع يوما" الى منصب، أو تحاول البقاء فيه على حساب قناعاتك، أو المصلحة العامة. لقد شرفت الديبلوماسية اللبنانية، وأغنيتها بعلمك وخبرتك حين اخترت ان تكون الديبلوماسي الأول في مرحلة صعبة ودقيقة من تاريخ لبنان المعاصر، سيبقى إرثك محفورًا وشامخًا في أرز لبنان، فكم تشبهه في ندرته، وشموخه وترفعه".

في سياق متصل، نعى رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمصرف الإسكان أنطوان حبيب الرئيس الراحل سليم الحص "الذي أسٌس مصرف الإسكان عام ١٩٧٧ عندما كان رئيساً للحكومة في عهد الرئيس الراحل الياس سركيس، فكانت مؤسسة مناقبية حملت رسالة الإنسان والمجتمع، أساساً لاستمرار الوطن".

وقال حبيب في بيان: "بوفاة الرئيس الحص يخسر لبنان واللبنانيين راية وطنية لطالما حلٌقت عالياً في الساحتين المحلية والدولية، وحمت البلاد في أدق الظروف وأخطرها على الإطلاق، بحكمته وشجاعته وحسٌه الوطني اللامحدود، حتى بات لقب "ضمير لبنان" سمة مطبوعة على جبينه وصفة تلازمه مدى التاريخ".

أضاف، "نودٌعه في وقت يحتاج لبنان واللبنانيين إلى أمثاله لمواجهة هذه المرحلة الخطيرة وتجنيب البلاد الكأس المرٌة التي تنتظرها إذا ما انزلقت الأوضاع الأمنية نحو الحرب الموسٌعة".

بدوره، اشار المدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس ابراهيم لم تطلب شيئا لنفسك فكنت سليم الحص، استغنيت حتى اغتنيت، كان الوطن في ضميرك إلى ان صرت ضميره، قامة أنت لن تتكرر وهامة ما انحنت. سليم الحص، رحلت فسقط مدماك أساسي من مداميك سياسة الأخلاق. كن مطمئنا ففلسطين التي احببت هي اليوم بمتناول الغد الآتي حتما. في جنان الخلد".

في هذا السياق، ذكر الأمين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيًان، أن "الرئيس سليم الحص، رحل ضمير لبنان…

المسالم والمحاور في زمن المتاريس وغير المساوم في بناء الدولة، رحل وضميره مرتاح أنّه كان لديه شرف المحاولة في أصعب الظروف التي مرّ بها الوطن. رجل دولة لن يتكرّر".

اما نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي، فاستذكر "الحص الذي مضى إلى ملاقاة وجه ربه مخلفا الذكر الطيب لرجل خدم وطنه من موقعه في رئاسة الحكومة او الوزارات التي تقلد بضمير حي ونظافة كف ونزاهة وحس إنساني مرهف، وهو من الذين قادوا سفينة الوطن وسط الامواج المتلاطمة من كل صوب، مواجها الرياح العاتية بصبر وطول اناة، وإيمان عميق بحق الوطن والمواطن في دولة تسودها العدالة، وتكافؤ الفرص بعيدا من المحسوبية والزبائنية. ولانه لم يساوم على قناعاته، ولم يستسلم لاغراءات تحيد به عن مدار الاستقامة التي كانت عنوان حياته كان عرضة لسهام جائرة انثالت عليه دون هوادة. لكنه ظل ثابتا لم يتزحزح مكتفيا من حصاد دنياه بحب الناس واحترامهم له".

ولفت الى أن "يغيب سليم الحص ولبنان يغرق في ازماته المتوالدة والمتناسلة، تسوسه الفوضى ويغرقه الفساد، وشرعة الغاب وشريعتها. في يوم رحليه ،كل لبنان حزين، دامع، ويودعه خاشعا ومفتقدا لامثاله من هامات وقامات . رحمه الله رحمة واسعة وافسح له بين الابرار الصالحين من عباده".

اما شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نصرالدين الغريب، توجه "إلى اللبنانيين عموماً بأحر التعازي والمواساة لرحيل رجل الدولة العصامي، النظيف الكف والوطني الرؤية والنهج دولة الرئيس سليم الحص، والتعازي القلبية لعائلته فرداً فرداً، فبغيابه نفتقد قامة من القامات الكبار الّذين عملوا بصدق وشفافية للمصلحة العامة بعيداً عن المحاصصات والزبائنية".

بالاضافة الى ذلك، نعى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم الرئيس، سليم الحص في بيان جاء فيه "يفقد لبنان اليوم قامة وطنية عربية مقاومة وقيمة اخلاقية وانسانية لطالما شهد لها اللبنانيون والعرب في كل المراحل وكم نحتاج في هذا الزمن الى امثاله وقيمه ووطننا يمر بازماته السياسية والاقتصادية والاجتماعية".

واضاف "لقد شاءت الظروف ان يواكب الراحل الكبير الوطن وجنوبه بشكل خاص ادق المراحل وخاصة اجتياح عام ١٩٧٨ يوم كان رئيسا للحكومة وكذلك انتصار التحرير عام 2000 فكان حاضرًا في قرى العرقوب ليؤكد على هوية قضيتها وحق المنطقة في استعادة الجزء المحتل في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وكان المنحاز الى هذه القضية الوطنية وعاملا من اجل استكمال التحرير مؤمنا بنهج المقاومة تكاملا مع الجيش والشعب دفاعا عن الوطن وحفظا لسيادته لذلك فإننا اليوم نفتقد كبيرا من رجال الدولة الذين نحتاجهم في لحظة تاريخية من تاريخ وطننا وامتنا في مسار الصراع مع العدو الصهيوني لاستعادة ارضنا ودفاعا عن قضية فلسطين التي كانت قضيتك في كل المحافل فمهما قيل فيه لا يفيه حقه فما كانت لديه من مواصفات ومميزات رجال الدولة اصبحت عملة نادرة".

كما قدّم "التيار الوطني الحر" في بيان، من "عائلة الرئيس سليم الحص ومن الشعب اللبناني عموماً بالتعزية لرحيله، بعد مسيرة طويلة من العمل الوطني والسياسي، في ظروف شابتها الصعوبة والانقسام ولاحقاً إمساك المنظومة بمفاصل الدولة اللبنانية بعد الحرب ومواجهتها كل المشاريع والخطط الإصلاحية".

واعتبر أن "الاختلاف في فترات تاريخية مع الراحل، لم يحجب التلاقي على مساحات مشتركة كثيرة، وأبرزها التفاهم الوطني والتمسك بالدولة ومواجهة الفساد، بخاصة وأنه مثّل نهجاً في نظافة الكف والآدمية وعدم المسّ بالمال العام، وهي مواصفات باتت نادرة في العمل السياسي والوطني".

في هذا السياق، اشار النّائب السّابق ​إميل رحمة​، الى أن "سليم الحص ليس ضمير لبنان فحسب، بل منارة الضمير، الذي لم يغب عن سلوكه يوما في رئاسة الحكومة والوزارات التي تولى. إلى وطنيته الصافية ونزاهته المشهود لها، كان رحمه الله المتقدم بين الاوادم، وانسانيا، شفافا، صارما، يعطي لكل ذي حق حقه، فلا يحابي ولا يؤثر أحدا على آخر إلا بمقدار تفانيه في خدمة وطنه، والتزامه القوانين، وعدم مخالفته قواعد العمل والوظيفة. غني على تقشفه وتعففه، ومصدر غناه الأخلاق يغرف من معينها ويعكسها أداء أصبح قدوة لمن تعاون معه في كل المناصب التي تقلد. انه طراز نادر من رجالات الدولة التي عرفها لبنان في تاريخه الحديث والقديم، ولسنا في حاجة إلى ايراد أمثلة لإثبات ذلك".

واضاف، "وداعا يا ضمير الضمير ، صاحب القلب الذي ما اتسع الا للحب والعقل الراجح .ظلمت ولم تظلم أحدا، كان كلامك : نعم نعم أو لا لا، ولا توسط ولا مساومة ولا محاباة. هكذا تكون الرجال أو لا".

وتقدم شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى بـ"التعازي برحيل المغفور له الرئيس سليم الحص،".

ورأى في بيان ان "بغيابه يفتقد الوطن رجل دولة من الطراز الرفيع وقيمة إنسانية شامخة ورمزا وطنيا معطاءا، تميزت مسيرته بالنزاهة ونظافة الكف، والصوت الرزين المتميز بالعقل والحكمة في زمن الشدائد، والحريص على صون الدولة وحماية المؤسسات".

واذ تقدم ابي المنى من عائلة الراحل والعائلة واللبنانيين جميعا بأحر التعازي القلبية، معتبرا ان "الحص سيبقى نهجا حيّا في ضمائر اللبنانيين، ومثلا اعلى في الوعي والنضال الوطني، وعنواناً لنبذ التفرقة، وتعزيز الوحدة والتعاضد بين اللبنانيين، ومنظومة قيم جعلت خسارته كبيرة على وطنه وعلى جميع المؤمنين بالعدالة والوطنية الصافية".

من جهته، لفت رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، إلى "أنّني للأسف لم أتعرّف يوما على الحص شخصيا، وللأسف أيضا كان هناك تباينات في وجهات النظر بيننا. لكنني، لا أستطيع إلا ان أقول إنه كان رجل دولة، وصاحب مبادئ، ومستقيما. رحمه الله".

أمّا النّائب ميشال موسى فنعى سليم الحص، قائلًا: "يعجز الكلام عن وصف ما يمثله الحص من قيم أخلاقية ومبادئ وطنية وقومية، وهو الذي كان لي شرف العمل الوزاري في حكومته الأولى في عهد الرئيس الأسبق إميل لحود عام 1998. هذه القامة الكبيرة كتبت في تاريخ لبنان الحديث، بل في أحلك ظروف لبنان، صفحات وطنية صادقة وشفافة، وقادت البلاد في أشد أزماتها نحو ترسيخ الشرعية وإعادة بناء الدولة ومؤسساتها".

وركّز على أنّه "إذا كان سليم الحص السياسي النظيف الكف الذي واجه في أواخر حياته مشقة حتى في دخول المستشفى، فإنه كان سباقا في نصرة القضية الفلسطينية والقضايا العربية، انطلاقا من الموقف اللبناني والعربي الثابت والمتمسك بميثاق الجامعة العربية. رحمه الله اسما خالدا في سجل كبار الوطن الذين يموتون شامخين شموخ الأرز".

بدورها، أشارت الرابطة المارونية إلى أنّ "بغياب سليم الحص، يفتقد لبنان قامة وطنية اتسمت بالكفاية والنزاهة ونظافة الكف، والحس الانساني المرهف، والحرص على مصالح الدولة وتطورها، صاحب المواقف الجريئة والمميزة، وهو مضى وفي قلبه غصة على انهيار دولة القانون والمؤسسات التي ناضل في سبيل قيامها"، مبيّنةً أنّه "قد اكتسب محبة الناس وثقتهم واحترامهم الكبير لدوره، برغم الصعوبات التي واجهته والمعوقات التي وضعت في طريقه".

فيما تقدمت "حركة الناصريين المستقلين- المرابطون"، بأسمى آيات التعزية "بفقيد الأمة العربية والوطن اللبناني، سليم الحص"، مشدّدةً على أنّه "ترك لنا إرثاً وطنياً، سياسياً واجتماعياً، تضرب به الأمثال، في الاستقامة والنزاهة، وإدارة الدولة الحازمة في مكافحة الفاسدين والمفسدين، ومقولته الشهيرة بأن "من يكون حريصاً ومستقيماً في إدارة الشأن العام، يستقيم معه الشأن الخاص تلقائياً".

وأوضحت أنّ "هذه كانت سبب عداوة كل اللا وطنيين والفاسدين والمفسدين، وسارقي المال العام، وما أكثرهم في لبنان، ضد هذه القامة، ذو الأخلاق العالية والمحبّة، والصارمة في الملمات والأزمات"، مضيفةً أنّ "الحص الذي قدّر الله لنا في لبنان أن يكون شريكاً مع رئيس الجمهورية الأسبق اميل لحود في الحكم، يوم حقق شعب لبنان عام 2000 تحرير أراضيه بالقوة من براثن الاحتلال اليهودي، ولعل ما نفتخر به نحن المرابطون، أن العلاقة الوطيدة مع الحص، أسّسها الرئيس المؤسس ابراهيم قليلات "أبو شاكر"، وكنا نحن معهم خير الحافظين؛ وكان الحص الحريص دائماً على صون هذه العلاقة المبنية على المبادئ والأخلاق السامية".